تصور معي أمة من الناس حُبست في قلعة ضخمة لها باب للباب مفتاح المفتاح في حفرة من عشرة حفر في جدار القلعة طيب لماذا لا يستخرجونه؟
سأخبرك: الحفر التسعة الأخرى في كل منها عقرب يلدغ لدغة مميتة! فالكل خائف من التجربة.
قام الأول فمد يده في الحفرة الأولى بقوة وشجاعة لدغه عقرب فوقع ميتا!
قام الثاني واستفاد من تجربة الاول: أن المفتاح ليس في الحفرة الأولى وضع على يده قماشة ومدها في الحفرة الثانية لم تحمِه القماشة من لدغة العقرب فوقع ميتا!
قام الثالث ثم الرابع ثم الخامس كل منهم يحاول حماية يده من لدغة العقرب بما تيسر من الأسباب المتاحة، لكنه مع ذلك يُلدغ.
وفي كل هذا عموم الناس يتفرجون على من يسقط ميتا منهم من يسخر، ومنهم من يصف المحاوِلين بالغباء والتهور، ومنهم من يغبط نفسه أنه نجا إذ لم يحاول!
في النهاية، بعد تسعة قتلى، مد العاشرُ يده واستخرج المفتاح من الحفرة العاشرة، فتح القلعة وسط تصفيق الناس وإعجابهم به!
فعلياً، من صنَع هذا النصر؟ هل هو العاشر وحده كما توهم كثيرون؟ أم أن التسعة الأولين لهم من النصر نصيب أعظم من نصيبه؟
ألم يكن الأول الذي اختار من بين عشرة حفر أعظم "إنجازا" من الذي اختار في النهايات بين حفرتين أو ثلاثة؟
أمتنا في حبسها الكبير الفاشل حقيقة هو الذي لا يحاول حتى لا يُلدغ، ويفضل أن يبقى هو وأمته في السجن!
وطلائع المجد التي تحاول ناجحة بكل المقاييس، ومشاركةٌ في النصر الذي سيظهر ولو بعد حين. لكن بشرطين:
1. ألا تضع يدك في حفرة دل الشرع ثم سُنَن التاريخ أن المفتاح ليس فيها!
2. أن تستفيد من تجارب السابقين الذين لُدغوا وتبني عليها. لا أن تكسل عن استعراض تجاربهم وتكتفي بالشجاعة والإقدام وحسن النوايا فتلدغ من حفرة لُدغ منها أخوك، إذ: (لا يُلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين)! لا مكان لليأس مع الإيمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق