يذكر لنا التاريخ أن محمد المهلبي كان فقيراً معدماً لا يملك قوت يومه، حتى أنه سافر ذات مرة فأخذ يتمنى الموت من شدة فقره ويقول:
ألا موت يباع فأشتريه***فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي***يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبراً من بعيد***وددت أنني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حر***تصدق بالوفاة على أخيه
فقام صاحب له ورثى لحاله وأعطاه درهما، ثم تمر الأيام ويعتنى المهلبي بنفسه، ويجتهد ويترقى في المنصب، حتى أصبح وزيراً.
وضاق الحال بصاحبه الذي أعطاه درهماً فأرسل رقعة إلى محمد المهلبي كتب فيها:
ألا قل للوزير فدته نفسـي***مقال مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش***ألا موت يباع فأشتريه؟
فلما قرأ محمد المهلبي الرقعة أمر له بسبعمائة درهم، ثم كتب تحت رقعته قوله تعالى {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} ثم قلده عملاً يسترزق منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق