يحكى أن غابة تعرضت لحريق كبير، فهربت الحيوانات خارجها ومن تلك الحيوانات كانت أفعى تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها لعل وعسى نجت من النار .
وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة مرهقة مصابة بالعطش نظرت فوجدت فأراً، في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها، فأراد الهرب فنادته وقال : لا تهرب أيها الفأر، فإنني نجوت الآن ولن أقتلك بعد هذا الخوف الذي رأيته .
توقف الفأر وقال لها : لم أفهم .
قالت له : أنا عطشى وأريد أن أكون صديقتك منذ الآن، فقط اسقني الماء .
قال لها الفأر : الحقيني .
مشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة بالعطش، حتى وصلا إلى بيت كان قد أعده وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه .
شربت الأفعى حتى ارتوت، ثم قالت له : أريد النوم، هل من مكان هادىء ؟
فأجاب الفأر الطيب : ادخلي إلى بيتي فهو معد بعناية .
دخلت الأفعى ونامت واستيقظت بعد ساعات مستعيدة عافيتها كاملة فنظرت إلى الفأر فوجدته في البيت وقالت : اسمع، أنا أعقد اتفاق معك على أن أعيش هنا فلا نعتدي على بعضنا ونعيش براحة وأمن وسلام .
أجاب الفأر متردداً : نعم .. نعم .. أنا موافق .
بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد حسب ما وصفته، قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار بعض الطعام فقالت له : لا تتأخر !
وصل الفأر باب بيته وعندها التفت إلى الأفعى وقال : وداعاً إلى الأبد مبارك عليك بيتي، حياتي أهم .
فنادته الأفعى : لماذا تشك بي ؟
فأجابها : هذا اتفاق بين قوي وضعيف، ليس لي فيه حول ولا قوة بل إنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها .
الحكمة : ليست كل الاتفاقيات تضمن حقوقنا، ويجب أن نكون أذكياء فإن كان الاتفاق لا يحمينا علينا الهرب إلى اتفاق أخر يحمينا أو مكان يضمن حقنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق