تحكي إحد الزوجات فتقول وقفت في المطبخ لأربع ساعات متواصلة أحضر أشهى الأطباق لزوجي وأبنائي ما بين تحضير وتقطيع وتغسيل.
إنتهيت وذهبت ﻷصلي وفكرت لماذا في المطبخ أقف كل هذه الساعات ومثلها في الأسواق ولا أستطيع أن أقفها بين يدي رب العالمين في الصلاة؟ لماذا أنقرها نقرا في خمس دقائق وأشعر أني بذلت جهدا كبيراً؟ لماذا أقتصر على الفرائض بحجة إني متعبة من أعمال المنزل وأترك النوافل؟
هو القلب وما فيه لو كان حبي لربي أكبر لوقفت أطول {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [سورة الانشقاق : 6]
عندما كنت في الشهور الأولى من الحمل كنت أعاني من الغثيان وكان عذراً لي أن أهجر القرآن لأني مريضة ولا أستطيع التركيز، لكني في مقر العمل حصلت على مكافأة لأدائي المتميز، ترى لماذا ركزت على الوظيفة ولم أركز مع القرآن؟ {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد : 24]
قيل لي أن قيام الليل له فضل كبير ولكني لا أقوى عليه فأنا إنسانة مرهقة، في نفس الليلة استيقظ إبني مريضا فاستيقظت نشيطة جداً وجريت به للمستشفى بكل نشاط إلى الفجر. عجيب أمري! {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [سورة التوبة : 55]
أرسلت لي رسالة من صديقتي عن كفالة يتيم شهريا بمبلغ 25 ريال فاعتذرت كيف أضمن أن أتمكن من دفع هذا المبلغ شهريا، ربما تستجد لي ظروف مفاجأة ولا أعلم، مع أني أدفع نفس المبلغ شهريا لأبنائي ليلعبوا بها في الألعاب الكهربائية
ليعودوا إلى البيت يبكون ويقولوا لم نكتفي من اللعب! {كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [سورة الفجر : 17]
● هذه السنة لم أصم يوما تنفلا لله فأنا حامل، لكن عجيب أمري لماذا الأسبوع الماضي أضربت عن الأكل يوماً كاملاً بسبب غضبي من زوجي؟ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ} [سورة طه : 124]
حتى هذا العمر لم يسبق أن زرت الديار المقدسة فأنا في كل عام إما مشغولة أو حامل أو مرضعة اعذروني الآن أنا مشغولة أعد حقيبة السفر لشرق آسيا للسياحة السنوية مع أسرتي! {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [سورة التوبة : 46]
صرخت الزوجة على زوجها قائلة: لماذا تصر على أن ألبس ما تريد؟ إنّكَ بِهذا تحرجني أمام الناس!
ابتسم الزوج بهدوء وقال: وأنتي تحرجينني أمام الله! شتان ما بين {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق} وبين {قطعت لهم ثياب من نار}
البسوا ما يرضيه، ليلبسكم ما يرضيكم تستحق التأمل والإعتبار لانها والله رساله في الصميم فهي موجهه للذكور والإناث (كلكم راعٍ وكلكم مسؤل عن رعيته) لعلنا نستدرك ما بقي من أعمارنا.