الخميس، 26 يوليو 2018

بعد أن هدأت الحرب الأهلية في لبنان قيل إن

بعد أن هدأت الحرب الأهلية في لبنان قيل إن مُدرسة في مدرسة ابتدائية سألت الأطفال أن يرسموا ما يخطر ببالهم، مرت المدرسة على الأطفال فوجدت طفلًا يرسم دبَّابة، وآخر يرسم مدفعًا، وثالث طفلًا قتيلًا، ورابع طفلًا يبكي على فقد والده، وآخر منازل مهدمة.


بدأت المدرسة تتألم جدًا في داخلها إذ عبَّر الأطفال عمَّا تحمله نفوسهم من ذكريات مُرة عن الحرب، وكأن المجتمع قد حطَّم هذه البراعم، وأفسد رجاءها وفرحها ونظرتها المتهللة، فجاء رسمهم يعبر عمَّا في قلوبهم من بؤس.

أخيرًا وجدت المدرسة طفلة صغيرة ترسم تفاحة! فرحت المدرسة، وإذ كانت مملوءة دهشة وتساؤلًا في داخلها: لماذا اختلفت هذه الطفلة في اتجاهها عن زملائها، سألت الطفلة: لماذا ترسمين تفاحة؟

بكت الطفلة وهي تتطلع إلى وجه مدرستها، قائلة: إنها ليست تفاحة بل قنبلة ذرية!

يصعب عليَّ أن أعبِّر عن مشاعر المدرسة التي أدركت خطورة تأثير البيئة على حياة الطفل، لا تندهشوا أن هذه الطفلة قد أرادت أن ترسم قنبلة ذرية لا تفاحة! لقد حطمت الحرب الأهلية نفسية الأطفال كما الفتيان والكثير من الشعب!

إنني أخشى أن يكون العالم بكل قيمه وإغراءاته، كما بكل مخاوفه تسلل إلى قلبك فترتسم في أعماقك قنبلة ذرية تحطم طاقاتك ومواهبك وأحاسيسك ومشاعرك.

ليست هناك تعليقات: