الأحد، 15 يوليو 2018

ينقل أنه دخل رجل حكيم في إحدى المقاهي و هي

ينقل أنه دخل رجل حكيم في إحدى المقاهي و هي مكتظة بالجالسين و أغلبهم شباب وكانت لها واجهة عريضة على الشارع العام، بحيث أنها تطل على المارة.


جلس الرجل خلف شابين بحيث أصبح ظهره بظهر الشابين و كان بيد أحدهم مفكرته الخاصة و بدأ الشابان بالحديث فيما بينهم.

مرت من أمامهم امرأة محجبة تسير على استحياء و هي ممسكة بعباءتها بشكل محكم و خلف المرأة بنتين من غير حجاب.

فقال الأول: أرى أن المرأة في بلدنا لا زالت تعاني من التخلف.

الثاني: ما هو دليلك على ذلك؟

الأول: إن الحجاب أصبح موضة قديمة واﻵن نحن نعيش عصر التطور والحضارة وأصبحت المرأة تقتحم شتى ميادين الحياة.

الثاني: بالفعل لا زالت المرأة تعيش العهود الماضية.

استمع الرجل لحديثهم و لكنه لم يرد عليهم ، وبدءا الشابان بالحديث في موضوع آخر فتعمد الرجل إلى أن يجعل أذنه بالقرب من أفواههم بطريقة توحي على التجسس فاستغرب الشابان من هذه الحركة الغريبة.

فقال اﻷول: أخي لماذا تتنصت و تحدق النظر إلينا؟

الرجل: عفوا لأستمع إلى حديثكم.

الثاني: وما هذا الفضول من جنابكم؟

الرجل: عفوا لماذا فضول؟

الأول: عندما تريد أن تستمع لخصوصياتنا ماذا يسمى؟

الرجل: هل من الممكن أن أطلع على مفكرتك هذه؟

اﻷول: عجبا عليك يا رجل لا نرضى بأن تتجسس علينا واﻵن تريد مفكرتي الخاصة لتطلع عليها ما أمرك؟

الرجل: نحن اﻵن في عصر التطور و الحرية فلماذا تمنعني من الاطلاع على خصوصياتك؟

الثاني: لم أر رجلا أحمق مثلك.

الرجل: أسالكما هل أن المرأة التي ترتدي الحجاب لتخفي زينتها من خصوصيتها أم من خصوصيتكم؟ فاذا كانت بضع كلمات منطوقة أو مكتوبة ترفض اطلاع الغير عليها فهل من المنطق أن تطلب من المرأة أن تطلعك على خصوصيتها؟!

انذهل الشابان و لم يجيبا و أكمل الرجل حديثه: و للعلم لو قبلت أنت أن أطلع على خصوصياتك لا يحاسبك الله و لو قبلت المرأة أن تطلع على خصوصيتها سيحاسبها الله فأيهما أحق بالنقد أنتما أم المرأة المحجبة؟

 الی اخوتنا واخواتنا وابناءنا  اﻻعزاء فهل يصح ان نرضي انفسنا وغيرنا ونسخط ربنا وخالقنا ؟ ورضی الناس ﻻيغنينا عن سخط الله وعذابه في ذلك اليوم الذي ﻻينفع والد ولده وﻻ مولود ينفع والده.

ليست هناك تعليقات: