يبكي عمر رضي الله عنه لما رأى حال

يبكي عمر رضي الله عنه لما رأى حال رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما دخل عليه وهو نائم، وقد أثر الحصيرُ في جنبه، وملوك فارس والروم تلبس الحرير وتنام على الوثير، فقال صلوات ربي وسلامه عليه: يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا، ولنا الآخرة.

يبغي من الله المكان الأرفع، ما لبس الحرير ولا وضع التاج على الرأس مرصعا، يقول الحسن البصري رحمه الله: دخلت بيوت النبوة بعد موته صلى الله عليه وسلم بعد موته بحين، فإذا جدرانها من طين وسقفها من جريد، وفرشها من حصير، طولها وعرضها أمتار.

يقول سعيد بن المسيب: لما هدمت بيوت النبوة لتوسيع المسجد، ما رأيت باكياً كما رأيت في ذلك اليوم، ويقول: ليتهم أبقوها، حتى ينشأ ناشئ الفتيان فيها ويرو كيف كانت حياة نبيهم صلى الله عليه وسلم وهو الذي حيزت له الدنيا بما فيها.

ومما زادني شرفاً وتيها، وكدت بأخمصي أطأُ الثريا، دخولي تحت قولك يا عبادي، وان سيرت أحمد نبيا، ثم سار أصحابه على نهجه ودربه، ما شربوا المسكرات و المخدرات ولا اتخذو الجواري والقينات، ولا ألهاهم عن ذكر الله شاشات وقنوات، ولا ضيعوا الأوقات في مطاردت الفتيات في المجمعات، اسمع من كلامهم وقل: بارك الله فيك، أين نحن من هؤلاء.

يقول أبا بكر لخالد رضي الله عنهم: ذُرَ من الشرر يتبعك الشرر، واحرص على الموت، توهب لك الحياة، لا خير في مالٍ لا ينفق في سبيل الله، ولا خير في قولً لا يرادُ فيه وجه الله، ولا خير فيمن يغلبُ جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف في الله لومةَ لائِم، أتعبتَ من بعدك يا خليفة رسول الله.