الاثنين، 18 نوفمبر 2019

عندما سافر رب الأسرة من القرية ليلتحق بوظيفة في

عندما سافر رب الأسرة من القرية ليلتحق بوظيفة في المدينة، فقد كانت الأحوال المادية عليه وعلى زوجته وأطفاله الصغار صعبة جدا، باركت الزوجة سفره على مضض لأن ذلك كان فيه مصلحة عائلتها التي تجاهد من أجل الحياة الكريمة.


سافر الأب وبقيت الأم كانت للأولاد كل شيء أمهم وأباهم صبرت على القليل والعذاب والشقاء، كان يصلها منه رسائل تحمل أخباره وبعض المال، فتهرع برسالتها الى ابن أخيها الصبي الذي يجيد القراءة وكتابة الرسائل كي تسمع أخبار زوجها الغائب وتطمئن عليه.

ذات يوم قرع الباب احد الاشخاص الذين يعملون مع زوجها وهو من اهالي القرية فتحت فأخرج الرجل من جيبة ظرفين، نظر إليهما طويلا فلم يكن يجيد القراءة ثم بعد برهة سلمها أحد الظرفين وذهب.

ذهبت بالرسالة الى الصبي قرأ الصبي الرسالة ثم قال إنها ليست لك قالت أوليست من زوجي، قال نعم، قالت اذا هي لي. 

قال الصبي لا هذه الرسالة لامرأة أخرى اسمها فلانة، قالت له اقرأها قرأها فإذا هي تكتشف أن زوجها يخونها مع هذه المرأة التي هي من قرية قريبة.

صعقت مثلت الجلد سقطت من عينها دمعة مسحتها بسرعة أخذت الظرف وأمرت الصبي ان لا يخبر احدا بما حدث.

عادت الى بيتها وهي لا تكاد ترى الطريق تسأل نفسها: ماذا فعلت به كي يخونني؟ أحببته صنته تحملت فقرة وقلة حيلته تحملت غيابه ولم اشتك.

صنعت العشاء لاولادها ثم وضعتهم في الفراش جلست بجوارهم تدمع عيناها وينزف قلبها، لم تنم تلك الليلة فكرت ماذا أفعل أتركه؟ اشكوه لاخي؟ واطفالي؟ وهو زوجي أحبه كيف يعيش بدوني ماذا فعل من غيري؟ ولكن كيف اسكت لقد خانني، سهرت طوال الليل ثم حزمت أمرها وقررت سأنتظر حتى يعود.

وبعد عدة اشهر عاد استقبلته كما تستقبل اي زوجة محبة زوجها الغائب لم تذكر له الموضوع تركته يفرح بعودته وأولادها يفرحون بعودة أبيهم.

في الصباح قبل ان ينهض الاولاد كلمتة قالت له لقد اعطاني صديقك هذه واعطته الرسالة اخذها قرأها بدهشة، ثم بخجل نظرت في عينيه فأطرق برأسه، قالت له: لم؟ في ماذا اخطأت؟ سكت لم يرد.

قالت ما تظن أني فاعلة؟نظر إليها برجاء ولم يتكلم قالت: من أجل أولادي ومستقبلهم من أجل أن يكبروا وهم يروا أباهم عظيما من أجل كل ما بيننا سأسامحك.

نظر إليها نظرة بها فرح وخجل وشعور بالذنب والغضب من نفسه قبل قدمها وقال لها لن أضرك أو أغضبك بعد اليوم.

الآن وبعد خمسون عاما يعيش الزوجان العجوزان وأبناؤهم الذين وصلو الى اعلى درجات العلم والمناصب العالية وأحفادهم حياة سعيدة في رغد العيش الذي لولا الله ثم تضحياتها ماكان ليكون.

الجدير بالذكر أن هذه المرأة مرضت ولم تعد تستطيع أن تقوم بواجباتها الزوجية ومع ذلك رفض الزوج الزواج عليها رغم الحاح الجميع عليه وموافقتها ولكنه دائما يقول، سأضل وفيا لها لا اضرها ما دامت تتنفس وهو الان يرعاها في مرضها بنفسه ولا يقبل الا ان يخدمها هو شخصيا، السؤال هو ماذا تفعلين أيتها الزوجة لو كنت في مكانها؟

ليست هناك تعليقات: