الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

كان في البلدة رجل اسمه أبو نصر الصياد يعيش

كان في البلدة رجل اسمه أبو نصر الصياد يعيش مع زوجته وابنه في فقر مدقع، و ذات يوم وبينما هو يمشي مهموماً مغموماً على زوجته وابنه الذيْن كانا يبكيان من الجوع مرّ على أحد علماء المسلمين وهو أحمد بن مسكين وقال له: أنا متعب مهموم.


فقال له: اتبعني إلى البحر.

ذهبا إلى البحر، فقال له الشيخ: صلّ ركعتين ثم قل: بسم الله.

فقال بسم الله ثم رمى الشبكة فخرجتْ بسمكة عظيمة!

قال له: بعْها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم وأخرى بالحلوى، قرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إليه و أعطاه فطيرة!

فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة!

أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم ردّ الفطيرة إلى الرجل و قال له: خذها أنت وعيالك.

و في الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع و معها طفلها وقد أخذا ينظران إلى الفطيرتين في يده!

فقال في نفسه: هذه المرأة و ابنها مثل زوجتي و ابني يتضوّران جوعاً فماذا أفعل؟ نظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها :خذي هاتين الفطيرتين.

ابتهج وجهها و ابتسم ابنها فرحاً و عاد الرجل يحمل الهمّ و الغم فكيف سيطعم امرأته وابنه؟

و بينما هو يسير مهموماً سمع رجلاً ينادي: من يدلّ على أبي نصر الصياد؟

فدلّه الناس على الرجل فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات و لم أستدل عليه، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم مال أبيك!

يقول أبو نصر الصياد: أصبحتُ من أغنى الناس و صارت لديّ بيوت و تجارة و صرتُ أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.

و مرت الأيام و أنا أُكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي! و في ليلة من الليالي رأيتُ في المنام أن الميزان قد وضع و نادى مناد: أبو نصر الصياد هلمّ لوزن حسناتك وسيئاتك.

وُضعتْ حسناتي في كفة و سيئاتي في الكفة الأخرى، فرجحتْ كفة السيئات! فقلتُ :أين الأموال التي تصدقتُ بها؟

وضعتْ الأموال فإذا تحت كل ألف درهم إعجاب نفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، و رجحتْ كفة السيئات! أخذتُ أبكي و أقول: كيف النجاة؟

فإذا بالمنادي يقول هل بقي له من شيء؟

فأسمعُ المَلَك يقول: نعم بقيت له فطيرتان فتوضع الفطيرتان في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تتساوى مع كفة السيئات.

فخفتُ فإذا بالمنادي يقول: هل بقي له من شيء؟

فأسمعُ الملك يقول: بقي له شيء.

فقلت: ما هو؟

فقيل له: دموع المرأة حين أُعطيتْ لها الفطيرتان!

وضعتْ الدموع فإذا بها كحجر ثقيل فثقلتْ كفة الحسنات.

فرحتُ عندها كثيراً فإذا المنادي يقول: هل بقي له من شيء؟

فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيتْ له الفطيرتان.

فإذا بكفة الحسنات ترجح كثيراً.

و أسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا.

استيقظتُ من نومي وأنا أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجتْ السمكة!

الفائدة: خفّفوا من دموع المحتاجين ارسموا البسمة على وجوه الأطفال أكثروا من فعل الخيرات و لكن اجعلوا أعمالكم دائماً خالصة لوجهه تعالى.

ليست هناك تعليقات: