الثلاثاء، 9 يوليو 2019

ﻳﺤﻜﻰ ﺍﻥ ﺣﻄﺎﺑﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ

ﻳﺤﻜﻰ ﺍﻥ ﺣﻄﺎﺑﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﻪ ﻃﻔﻠﻪ ﻭﻛﻠﺒﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻣﻊ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻻ ﻗﺒﻞ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺎﺭﻛﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺜﻖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺛﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻭﻓﻴﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ .


ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﻮﻡ ﺷﺎﻕ ﺳﻤﻊ ﻧﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻪ، ﻓﺎﺳﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺢ ﺑﻐﺮﺍﺑﺔ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻤﻪ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻣﻠﻄﺨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻓﺼﻌﻖ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻗﺪ ﺧﺎﻧﻪ ﻭﺍﻛﻞ ﻃﻔﻠﻪ ﻓﺎﻧﺘﺰﻉ ﻓﺄﺳﻪ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺧﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺻﺮﻳﻌﺎ، ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﺥ ﻟﻴﺮﻯ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻃﻔﻠﻪ ﺍﻟﻤﺄﻛﻮﻝ ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﻜﻮﺥ ﺗﺴﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﺟﺜﻰ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭﺍﻣﺘﻸﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﻃﻔﻠﻪ ﻳﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﻣﺨﻀﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﻗﺪ ﻟﻘﺖ ﺣﺘﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﻬﻮﻟﺔ .

ﺣﺰﻥ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺪﺍﻩ ﻭﻃﻔﻠﻪ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﺢ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻧﻘﺬ ﻃﻔﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﻴﻨﺘﻈﺮ ﺷﻜﺮﺍ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺎﺏ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻼ ﺗﻔﻜﻴﺮ .

ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺐ ﺍﻧﺎﺱ ﻭﻧﺜﻖ ﺑﻬﻢ ﻓﺎﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺍﻻ ﻧﻔﺴﺮ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻭﺍﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﻠﻮ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻏﻀﺐ ﻭﺗﻬﻮﺭ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻓﻠﻨﺘﺮﻳﺚ ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻌﺠﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻟﻨﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻟﺤﻈﺎﺕ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻣﻌﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻘﺪ ﺍﻧﺎﺱ ﻧﺪﺭﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻬﻢ ضحوا بحياتهم من أجلنا .

ليست هناك تعليقات: