الأحد، 2 سبتمبر 2018

كنت في كلية الحقوق بجامعة هارفارد حيث كنت

كنت في كلية الحقوق بجامعة هارفارد حيث كنت مدعوًا لإلقاء محاضرة ونظرت بالصدفة من النافذة وإذا بي أطل على الناحية التي تقع فيها العمارة التي توجد بها الشقة التي كنت أخفي فيها مسروقات عصابتي.


 واعترتني هزة عنيفة وشعور مصطخب وعادت صور الأيام التي كنت أعيش وأفكر فيها كالحيوان، وقلت في نفسي: ما أعمق ما امتدت إليّ يد الإسلام لترفعني!

ولولاها لكنت الآن وأنا في السابعة والثلاثين من عمري ميتاً أو سجيناً ممتلئاً قسوة ومرارة أو مجنوناً في أحد مستشفيات الأمراض العقلية أو في أفضل الأحوال أحمر دترويت ذابل، يهرب ويسرق ما يكفي لأكله ومخدراته تحت رحمة مهربين قساة أصغر سناً من نوع ما كُنته عندما كنت أعرف بأحمر دترويت، ولكن الله من عليّ فهداني إلى الإسلام وساعدني الإسلام على الارتفاع بنفسي من أوساخ هذا العالم المتعفن وأوحاله لأقف في هارفارد خطيباً!

وذكرت قصة قرأتها في السجن عندما كنت مغرقاً في قراءة الأساطير الإغريقية، قصة الصبي إيكاروس هل تذكرها؟ لقد صنع له أبوه جناحين ألصق ريشهما بالشمع الخام وقال له: إياك أن تحلق بهما عالياً.

وبدأ إيكاروس يطير وتمادى به الطيران فحسب أنه مسيطر على الوضع وارتفع في الفضاء وظل يرتفع حتى ذاب الشمع في حرارة الشمس فهوى.

وهناك، أمام تلك النافذة عاهدت الله على ألا أنسى أن الإسلام هو الذي أعطاني الأجنحة التي أحلق بها ولم أنسَ ذلك أبداً لم أنسه لحظة واحدة.

الحاج مالك الشباز - مالكولم اكس رحمه اللهץ

ليست هناك تعليقات: