السبت، 11 يناير 2020

كانت في إحدى ضواحي سان فرانسيسكو مزرعة صغيرة

كانت في إحدى ضواحي سان فرانسيسكو مزرعة صغيرة أطلق عليها صاحبها اسم الدودة السمينة وهو اسم غريب، ولا شك، وغرابته كانت هي التي تستوقف المارة، وتستثير فضولهم وللدودة السمينة هذه حكاية طريفة.


 فعندما سرح صاحبها فرانك ديبو من الجيش عاد إلى مدينته يبحث عن عمل، فسدت أبواب العمل في وجهه لأنه تخطى العقد الرابع واضطرته ظروفه المالية ان يستأجر غرفة حقيره لسكنه في خارج المدينة، وكان يشغل الغرفة قبله رجل صيني اعتاد أن يرمي النفايات في الحديقة الصغيرة.

وأراد الرجل رفع هذه النفايات لئلا تولد البعوض، فاسترعى انتباهه وجود كثرة من الديدان، ولاحظ أن بعضها شديد اللمعان، وهوو نوع يستخدمه صيادوا السمك بواسطة السنارة في اجتذاب الأسماك النهرية والبحرية.

فقرر الإبقاء على هذه الديدان لأنه شخصيا كان من هواة الصيد، فحفر حفرة صغيرة في الحديقة ووضع تلك الديدان فيها بعد أن فرش الحفرة وجدرانها بطبقة رقيقة من الإسمنت.

وراح يتعهدها كما يتعهد صاحب المزرعة ماشيته، فتكاثرت ديدانه وألفت محبسها، فصارت تنساب نهارا في الحديقة وتأوي ليلا إلى حفرتها.

وهنا جالت في رأس الرجل فكرة: لم لا يبيع الديدان لصيادي السمك؟ ووضع فكرته موضع التنفيذ، فأقبل الصيادون على الشراء وكان قد سعر كل دودة بنس واحد، وشجعت النتيجة صاحبنا على توسيع نطاق مشروعه، فعدل عن رفع النفايات، وجعل حديقته بؤرة لتوليد الدود وتربيته، ولما ازدهرت تجارته استأجر أرضا في الضواحي، وأحاطها بسور وأطلق عليها اسم الدودة السمينة.



وهكذا استطاع فرانك أن يحقق مشروعا ناجحا من مجموعة الديدان، إن فرانك ليس الوحيد الذي استطاع أن يجعل من اللاشيء شيئا، فأنت أيضا تستطيع ذلك كيف؟ أنت وحدك الذي تستطيع الإجابة!

ليست هناك تعليقات: