ذهب جحا الي الحاكم و طلب منه ان يعينه قاضيا اعتذر الحاكم لعدم وجود مكان خال لهذه الوظيفة و لكن لا مانع عنده ان يعمل مساعدا له في حل القضايا التي يصعب حلها.
اشار الحاكم بيده الي غرفة بجواره قائلا : هذه هي غرفتك يا جحا ! دخل جحا الغرفة و جلس في زاوية منها ووضع صندوقا جعل عليه ادوات كتابية و اوراقا كثيرة و ثابر علي الحضور كل يوم.
و في يوم جاء رجل ممسكا خصمه و قال للحاكم : يا سيدي هذا الرجل لا يعطيني حقي !!! قال الحاكم و ما حقك قال : هذا الحطاب قطع ثلاثين قنطارا من لحطب لتاجر البلدة و كنت جالسا امامه و كلما اخذ الفاس و ضرب كنت اقول و اشجعه و اقويه !!
و انقتع هذا الحطاب بمساعدتي و لما اخذ الاجر لم يعطني شيئا منه مقابل اتعابي فسال الحطاب، فاجب الحطاب : نعم، كان يقول ذلك .
تحير الحاكم في حل هذه المشكلة تصرف الحاكم بلباقة قائلا : ان مثل هذه المشكلات تعرض علي مساعدي الجالس في الغرفة المجورة لهذه الغرفة .
ذهب الرجلان الي جحا بينما وقف الحاكم خلف الباب يتسمع الي ما يسفر عنه حكم جحا، سمع جحا مقدمات الشكوي، ثم قال للرجل صاحب الشكوي : ذلك احق فيما طلبت و الا فما معني ان تقعد اماه و تتعب كل هذه التعب و هي ياخذ الاجر كله !!!
قال الحطاب : ياسيدي انا قطعت الحطب كله و هو يتفرج عليّ فاي حق له في الاجر ؟! قال جحا : اسكت فان عقلك لا يدرك هذا و طلب منه ان يسلمه الدراهم التي قبضها !!!
اخذ جحا الدراهم كلها من قاطع الحطب و اخذ يعدها و قد رفع يده لتحدث الدراهم عند وضعها رنينا و لما اتم عد الدراهم قال للحطاب : خذ دراهمك ثم الفت الي الرجل الاخر قائلا : و خذ انت صوتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق