ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻠﻚ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺯﻳﺮ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻣﻮﺭﻩ، ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﻳﺪﻩ ﻭﺧﺮﺝ ﺩﻡ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻗﺎﻝ ﺧﻴﺮ ﺧﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻳﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﺻﺒﻌﻲ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﺴﺠﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ: ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺧﻴﺮ ﺧﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺴﺠﻦ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ: ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺰﻫﺔ ﻭﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻧﺰﻫﻪ، ﺣﻂ ﺭﺣﻠﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻏﺎﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ.
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤُـﻔﺎﺟﺄﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺑﻬﺎ ﻧﺎﺱ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﻟﻬﻢ ﺻﻨﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﺼﻨﻢ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﻗﺮﺑﺎﻥ ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻟﻠﺼﻨﻢ.
ﻭﺻﺎﺩﻑ ﺃﻧﻬﻢ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻟﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻪ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺁﻟﻬﺘﻬﻢ ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻭﺍ ﺇﺻﺒﻌﻪ ﻣﻘﻄﻮﻋﺎ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﻋﻴﺒﺎ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺪﻣﻪ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻭﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺳﺮﺍﺣﻪ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻋﻨﺪ ﻗﻄﻊ ﺍﺻﺒﻌﻪ ﺧﻴﺮ ﺧﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ.
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﺃﻃﻠﻖ ﺳﺮﺍﺡ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﻌﻼ ﻛﺎﻥ ﻗﻄﻊ ﺍﻻﺻﺒﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺄﻟﻚ ﺳﺆﺍﻝ: ﻭﺃﻧﺖ ﺫﺍﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺳﻤﻌﺘﻚ ﺗﻘﻮﻝ ﺧﻴﺮ ﺧﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺃﻧﺖ ﺫﺍﻫﺐ ﺍﻟﺴﺠﻦ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ: ﺃﻧﺎ ﻭﺯﻳﺮﻙ ﻭﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻌﻚ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﺍﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻜﻨﺖ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺒﻀﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻋَﺒَﺪَﺓ ﺍﻟﺼﻨﻢ ﻭﻗﺪﻣﻮﻧﻲ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻵﻟﻬﺘﻬﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻲ ﻋﻴﺐ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺩﺧﻮﻟﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻛﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍ ﻟﻲ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق