قبل أشهر استضافت إذاعة حياة اف ام والدة طفله بالصف الخامس أو السادس وكانت اﻷم في حالة محزنه جدا وروت قصة ابنتها لقد كان عندها إبنة تدعى حسناء وهي حسناء كإسمها.
وأخذت تصف ظفيرتيها الذهبيتين وبسمتها البريئه التي كانت لم تفارق محياها، وكانت هذه البسمة سرا لمحبة معلماتها وصديقاتها بها قالت اﻷم: عاد اﻷب إلى البيت هائجا كبحر متلاطم اﻷمواج ناقما ساخطا متوعدا لحسناء.
اﻷم: ما بك يا رجل ما الذي حدث؟ حسناء فتاة مهذبه ومؤدبه، ما الذي فعلته حسناء؟
اﻷب: ابنتك يا محترمه لصه والله لما تعود للبيت ﻷربيها وغيره من الوعد والوعيد.
وعادت حسناء وليتها لم تعد، ما أن خطت حسناء بقدمها البيت وعيناها تشعان ببراءة الطفولة إلا وأقام عليها اﻷب الحد كزانية بني إسرائيل بالجلد والضرب المبرح والكلام القاسي الذي يجرح النفس ويؤذيها فكان عقابها جسدي ونفسي، وصوت هذه البريئه يقول: والله لم أفعل شيء ولم أسرق شيء.
لكن دون جدوى وارتمت الطفلة بجسدها المنهك من التعذيب وروحها المكلومة إلى فراشها تبيت ومعها دموعها وأحزانها شاكية لربها الظلم الذي وقع عليها.
بعدها غرد الوالد كغراب ينعق بأنه ورده اتصال نن مديرة المدرسة بأن ابنته سرقت من طالبه أخرى، ولم أعلم أنا ما الذي اتهمت به المسكينة حسناء.
وما أن أنهى اﻷب كلامه دخلت اﻷم لتطمئن على فلذة كبدها بعد أن عانت من ألوان العذاب ما عانت، فإذا بها فارقت الحياة مع آلامها وحزنها.
وهنا جزع كل من في البيت لهول الصدمة صراخ اﻷم: ماتت صغيرتي حسناء.
وهنا لي وقفة هل كانت الحبيبة حسناء وغيرها من أطفال المسلمين ليقام عليه الحد الجائر الخالي من الرحمة لو وجدت حياة كريمة مع والدها المحترم الذي يقبع في السجن اﻵن ﻷن التحليل الشرعي أثبت وفاتها بالتعذيب.
والحبيبة حسناء عذبت ظلما بعد زيارة صديقاتها لﻷم وأكدن لها بأن حسناء لم تسرق قط ولي وقفة أخرى وهل كان على المديرة أن تخبر الوالد وكان بمقدورها أن تخبر اﻷم.
فالنساء تعاقب ولكن برحمة وأشد ما أحزنني أن اﻷم أبقت فراش ابنتها على حاله ولم ترتبه هي وأبنائها ليبقى يذكرهم بحسناء التي عذبت من أجل فقر لم يكن لها ذنب فيه، فأرجو أن تكون هذه القصة وغيرها درسا لنا جميعا في كيفية تربية أبنائنا وكيفية معاقبتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق