مُشكلته أنّه لا ينام يقضى ليالي بطولها مؤرقاً لا يذوقُ طعمَ النّوم، يصرخُ ويتوسَّلُ أن أعطيه أقراصاً منوَّمة، ومن عادتي أن أعطيه أقراصاً من النشا.
أقول له إنّها أقراصٌ شديدة المفعول، وهي نفس الطّريقة التى يستعملونها فى عيادات الأمراض النّفسيَّة، ويبتلعُ الأقراص المُزيَّفة.
وبعد دقائق تثقل أجفانُه وبعد دقائق أخرى يزحفُ النّوم إلى عينيه، ويروح فى سُباتٍ عميق ليس بمفعول الأقراص، ولكن بمفعول الوهم إنّ مرضَهُ وَهْمٌ ودواءَهُ وَهْمٌ وهو نفسه وَهْمٌ وكُلّنا أوهام، أوهام تعِسَةٌ كبيرَة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق