يحكى أن خالد ابن صفوان كان في مجلس احد الأمراء وكان المجلس حافلاً وكان ضمن الحاضرين رجلُ قرشيّ من بني عبد الدار.
وكانت قبيلة عبد الدار مختصةً بسدانة الكعبة (أي حفظ مفاتيحها) ولذلك كان الرجل مغترا بهذه الأمور كما كان مغترا بنسبه مزهوا بنفسه فأراد أن يحرج خالداً في هذا الجمع ليحرز اسماً وشهرة فسأل خالداً عن نسبه.
فأنتسب له قائلاَ: أنا خالد ابن صفوان الأهتم التميمي.
فقال له الإعرابي بزهو وازدراء ما فعلت شيئاً أن اسمك لكذب فما احد في الدنيا بخالد وأبوك صفوان والصفوان هو الحجر البعيد عن الرشح وان جدك لاهتم والصحيح خير من الأهتم.
وكان خالداً هادئاً برده على الرجل فقد قال له: يا هذا انك قد سألتني فأجبتك ومن حقي أن أسألك فمن أنت وكما قلنا كان الرجل قرشياً من بني عبد الدار والنسب لقريش شرف ولا شك لأنها شرفت بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه والهِ وسلم ولكن الرجل انتابه الغرور وقد ظن انه قضى على خالد فأجاب: بخن بخن أنا من بني عبد الدار.
فقال له خالد: لم تصنع بهذا النسب شيئاً فمثلك من يشتم تميما في عزها وشرفها وقد هشمتك هاشم وأمتك أمية يعني شجتك وجمحت بك جمح وخزمت انفك مخزوم ولوت بك لؤي وغلبتك غالب ونفتك مناف وزهرت عليك زهرة وأقصتك قصي وبذلك قرشتك قريش فجعلتك عبد دارها ومنتهى عارها تفتح اذا دخلوا وتغلق إذا خرجوا.
فهاج الناس لهذا الجواب العجيب رغم انه مرتجل ويحكى أن الرجل امتزج غضبا وخجلا واضطرب حتى سقط على الأرض فتفقدوه فوجدوه ميتا.
ويحكى ان زوجة الرجل جعلت تنادي في أزقة البصرة قائلة إن خالد ابن صفوان قتل زوجها بلسانه كما يقتل الرجل رجلاً بسلاحه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق