الجمعة، 7 ديسمبر 2018

ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﺎﺑﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﻌﻴﺶ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﻣﺤﺒﺔ

ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﺎﺑﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﻌﻴﺶ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﻭﻣﺤﺒﺔ، ﻭﻳﺘﻌﺎﻭﻧﻮﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺩﺓ ﻭﺇﺧﺎﺀ, ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﻔﺘﺶ ﻋﻦ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ, ﻭﺗﺠﺪّ ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺃﻣﺎﻥ. 


ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻳﺰﻣﺠﺮ ﺑﺎﻟﻐﺎﺑﺔ ﻭﻳﻤﻠﺆﻫﺎ ﺭﻋﺒﺎً، ﻓﺨﺎﻓﺖ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ, ﻭﺻﺎﺭ ﻫﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﺭﻯ ﻋﻦ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﻭﺍﻟﺠﺎﺋﻊ.

ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻳﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻵ‌ﺧﺮ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻳﺴﻜﺖ ﻓﻴﻪ ﺟﻮﻋﻪ, ﻭﺟﺪ ﺳﻠﺤﻔﺎﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻻ‌ﺧﺘﺒﺎﺀ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ, ﻓﺄﻭﻗﻔﻬﺎ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ: ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻚ ﻳﺴﻜﺖ ﺟﻮﻋﻲ ؟ 

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ : ﺇﻧﻨﻲ ﻳﺎﺳﻴﺪﻱ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻻ‌ﺧﺘﺒﺎﺀ ﺇﺫﺍ ﺩﺍﻫﻤﻬﺎ ﺧﻄﺮ ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻼ‌. 

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻷ‌ﺳﺪ : ﺍﺳﻜﺘﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ, ﺳﺂﻛﻠﻚ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻚ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺃﺭﻧﺒﺎً ﺃﻭ ﻏﺰﺍﻻ‌ً, ﻭﻭﺟﺪﺗﻚ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻓﻬﻞ ﺃﺗﺮﻛﻚ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻀﻮﺭ ﺟﻮﻋﺎً? ؟

ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ : ﺇﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺸﺒﻊ ﻳﺎﺳﻴﺪﻱ ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻠﺘﻨﻲ, ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﺳﻴﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻓﻴﻚ ﺃﻛﺜﺮ. 

ﻓﺼﺎﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷ‌ﺳﺪ: ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻲ, ﺳﺂﻛﻠﻚ ﻳﻌﻨﻲ ﺳﺂﻛﻠﻚ.

ﻓﺮﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﺑﺄﺳﻰ : ﺭﺿﻴﺖ ﺑﻤﺎ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻠﻨﻲ ﻟﻲ ﻋﻨﺪﻙ ﺭﺟﺎﺀ.

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺍﻷ‌ﺳﺪ: ﻣﺎﻫﻮ ؟

ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ : ﻻ‌ ﺗﻌﺬﺑﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻛﻠﻲ, ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﺿﻰ ﺃﻥ ﺗﺪﻭﺳﻨﻲ ﺑﻘﺪﻣﻴﻚ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻀﺮﺑﻨﻲ ﺑﺠﺬﻉ ﺷﺠﺮﺓ ﺿﺨﻤﺔ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻻ‌ ﺗﺮﻣﻴﻨﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺮ.

ﻓﻀﺤﻚ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺳﺄﻓﻌﻞ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ، ﺑﻞ ﺳﺄﺭﻣﻴﻚ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﺤﻘﻴﺮ ﻓﺘﻈﺎﻫﺮﺕ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ 
ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ، ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻥ ﺿﺤﻜﺖ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻸ‌ﺳﺪ: ﻳﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻏﺒﻲ ﺃﻻ‌ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻻ‌ ﺃﺧﺎﻑ ﻣﻨﻪ ﻷ‌ﻧﻲ ﺃﺟﻴﺪ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ؟ 

ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺍﻷ‌ﺟﺴﺎﻡ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻓﻲ ﻓﻄﻨﺔ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﺴﻠﺤﻔﺎﺓ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺳﺪ ﺑﻔﻀﻞ ﺫﻛﺎﺋﻬﺎ .

ليست هناك تعليقات: