حاول أن يكون فعلك مُطابقاً لقولك وسلوكك مُطابقاً لدعوتك، فإذا غلبتك بشريَّتُك و هزمك هواكَ في لحظة لا تيأس وإنّما استنجد واستصرخ ربّك.
و قُلْ: الغوث يارب، يقل لك لبّيك عبدي و يخرجك بيده من ظلمة نفسك إلى نور حضرته.
فإنّك إن كنت أحد عمّال الله في الأرض و أحد سفرائه إلى قلوب الناس، فإنّه سوف يرحمك إذا أخطأت و يغفر لك إذا أسأت و يعيدك إلى الطَّريق إذا انحرفت، و سوف يرعاك و يتولاك لأنّك من جنده وحاشيته وخاصَّته.
و لا تيأس مهما بلغت أوزارك و لا تقنط مهما بلغت خطاياك .. فما جعل الله التّوبة إلا للخُطاة و ما أرسل الأنبياء إلا للضّالين و ما جعل المغفرة إلا للمُذنبين وما سمَّى نفسه الغفّار التّواب العفوّ الكريم إلا من أجل أنّك تُخطئ فيغفر.
جدِّد استغفارك كلّ لحظة تُجدِّد معرفتك و تُجدِّد العهد بينك و بين ربّك وتصل ما انقطع بغفلتك.
واعلم أنّ الله لا يملُّ دُعاءَ الدّاعين وأنّه يُحبُّ السّائلين الطّالبين الضّارعين الرّافعي الأكُفّ على بابه، وإنّما يمْقُتُ الله المُتكبّر المُستغني المُختال المُعجب بنفسه الذي يظنّ أنه استوفى الطّاعة و بلغ غاية التّقوى و قارب الكمال ذلك الذي يُكلِّمُ النّاس من عَلٍ و يصافحهم بأطراف الأنامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق