كان ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﻭﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻛﺬﺍ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺣﻔﻆ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﺨﻔﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻼﺡ ﻟﺘﻮﺍﺿﻌﻪ ﻭﺳﻤﺎﺣﺘﻪ.
ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﺮﺓ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺭﻏﻢ ﻧﻈﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ ﺑﻬﺎ، ﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻄﻮﻑ ﻳﻼﻣﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺴﻲﺀ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻈﻦ، ﻭﻣﺎ ﺩﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻣﺮﺩ ﺫﻟﻚ ﺿﻌﻒ ﻧﻈﺮﻩ!
ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻟﻠﻤﺴﻌﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻜﻮﺍ ﺑﻴﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ، ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺜﻘﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻓﻜﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻮﻛﻞ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﻪ.
ﻓﺸﻌﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﺛﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﺍﻕ ﻃﻌﻢ ﺫﻝ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻩ ﺇﻻ ﺇﺣﺪﻯ ﺣﺎﻓﻈﺎﺕ ﻣﺎﺀ ﺯﻣﺰﻡ ﻓﺄﻭﺻﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺜﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻟﻪ ﺃﻫﻞ ﺛﻢ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻱ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﺷﺮﺏ.
ﻭﻣﺎ ﺇﻥ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺍﺑﺼﺮ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻛﺄﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺭﻣﻰ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻌﻪ !! ﻓﺰﻉ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻻ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭﺓ! ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺠﻬﺪ ﻣﻌﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﻜﺴﺮﺕ!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ: ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺣﺘﺎﺟﻬﺎ.
ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻳﺴﺘﻔﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺠﻴﺐ .
ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ﻛﻢ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻫﻨﺎﻙ (ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ)؟ ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺠﻴﺐ، ﺛﻢ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤّﺎ ﺩﻋﺎﻩ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق