الثلاثاء، 26 يونيو 2018

ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ؟ أﻭ ﻗﺎﺭﺑﺘﻬﺎ؟ أﻭ ﺗﺠﺎﻭﺯﺗﻬﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ؟ أو

ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ؟ أﻭ ﻗﺎﺭﺑﺘﻬﺎ؟ أﻭ ﺗﺠﺎﻭﺯﺗﻬﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ؟ أو كثير؟ اﻷﺭﺑﻌون ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺼﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ الكريم ﺑﺪﻋﺎﺀ ﻣﻤﻴﺰ.


حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين، ﻓﻬﻮ ﺩﻋﺎﺀ ﻣﺆﺛﺮ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻋﻤﺎ ﻣﻀﻰ، ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻶ‌ﺗﻲ، ﻭﺇﻋﻼ‌ﻥ ﺍﻟﻮﻻ‌ﺀ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ.

ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻟﻤﻦ ﺑﻠﻎ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻭﺃﻧﻪ ﺳﺒﺐ ﻟﻘﺒﻮﻝ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻵ‌ﻳﺔ {ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺘﻘﺒﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎﻋﻤﻠﻮﺍ.....}

ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺟﺒﻞ، ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﺢ ﺍﻷ‌ﻭﻝ ﻓﻴﺮﻯ ﻃﻔﻮﻟﺘﻪ ﻭﺷﺒﺎﺑﻪ، ﻭﻳﺠﺪ ﺃﻥ ﻣﺬﺍﻗﻬﻤﺎ ﻻ‌ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ، ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﺢ ﺍﻵ‌ﺧﺮ ﻓﻴﺠﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻋﻤﺮﻩ، ﻭﻳﺪﺭﻙ ﻛﻢ ﻫﻮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﺎ.

ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﻭﻳﻌﺎﻳﺸﻬﺎ ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﺎ، ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻛﺬﻟﻚ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻓﻴﻘﺒﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﻣﺤﻤﻮﻻ‌ﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ.

ﻭﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻧﺴﻤﻊ ﻷ‌ﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺩﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ (ﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ ﻋﻢ) ﻟﻴﺠﺪ ﻭﺟﻮﻫﻨﺎ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺔ ﻟﻠﻨﺪﺍﺀ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻟﻴﻘﻮﻟﻮﺍ ﻟﻨﺎ: ﻫﻨﻴئاً ﻟﻜﻢ ﻣﺎﺯﻟﺘﻢ ﺷﺒﺎﺑﺎً، ﻓﻴﺰﺩﺍﺩ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻨﺎ.

ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﺗﺒﺪﺃ ﺃﺯﻣﺔ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ: ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰﺕ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰﺕ ﻷ‌ﺳﺮﺗﻚ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻧﺠﺰﺕ ﻓﻲ ﻋﻼ‌ﻗﺘﻚ ﻣﻊ ﺭﺑﻚ؟ ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﺮﺑﻚ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻓﻤﺘﻰ ﺗﺮﺟﻊ ﻳﺎ ﺑﻦ ﺁﺩﻡ؟

ﺇﻧﻪ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﻬﺰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻳﺸﻐﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ، ﻓﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻥ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﻣﺮﺕ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﻨﺎ، ﻓﺄﺛﻨﺎﺀ ﻃﻔﻮﻟﺘﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﻟﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺷﺒﻌﻮﺍ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻨﺮﻯ نحن ﺃﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺤﻘﻖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻭﺿﻌﻨﺎﻩ ﻷ‌ﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻜﻲ ﻧﺼﻨﻊ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ؟

ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻧﺪﺭﻙ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻸ‌ﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ، ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻨﺸﻌﺮ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻛﻨﺰ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺆﺩﻱ ﺣﻘﻬﻤﺎ ﻭﻧﺒﺮّ ﺑﻬﻤﺎ، ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻓﻨﺮﺍﻫﻢ ﻗﺪ ﻏﺪﻭﺍ ﻛﺈﺧﻮﺍﻥ ﻟﻨﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺻﺤﺒﺘﻨﺎ.

ﻛﺬﻟﻚ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻹ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻭﺍﻷ‌ﺻﺤﺎﺏ ﻓﻨﺸﻌﺮ ﺑﺴﺮﻭﺭ ﻏﺎﻣﺮ ﻟﻮﺟﻮﺩﻫﻢ ﺣﻮﻟﻨﺎ، ﻛﻤﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺼﻴﺮﻧﺎ ﻭﺃﺧﻄﺎﺋﻨﺎ ﻓﻨﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ‌ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﻤﻦ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻣﻨّﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ.

ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﺼﺎﺩ، ﻧﺸﻌﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻛﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺮﻱ ﻭﻳﺠﺮﻱ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺪﺃ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺟﺮﻳﻪ ﻭﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻟﻴﻘﺮﺃ ﻣﻼ‌ﻣﺤﻬﺎ ﺍﻷ‌ﻭﻟﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺴﻢ ﺑﻌﺪ، ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ.

ﺗﺤﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺟﺎﻭﺯ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺩﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﺭﺑﻌﻴﻦ، ﺍﻗﺮﺅﻭﻫﺎ ﺑﺘﻤﻌﻦ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻵ‌ﻳﺔ الكريمة ، ﻟﺘﺠﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻦ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ والإنابة إليه ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻧﺎ.

ليست هناك تعليقات: