الجمعة، 6 سبتمبر 2019

منذ مساء الأمس مرض طفلي الصغير وعندما عدت

منذ مساء الأمس مرض طفلي الصغير، وعندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى، لقد كان المنتظرون للدخول على الطبيب كثيرين ربما نتأخر أكثر من ساعة أخذت رقماً وتوجهت للجلوس في غرفة الانتظار.


وجوه كثيرة مختلفة فيهم الصغير وفيهم الكبير الصمت يخيم على الجميع أدرت طرفي في الحاضرين البعض مغمض العينين لا تعرف فيم يفكر وآخر يتابع نظرات الجميع والكثير تلمح على وجوههم القلق وال ملل من الانتظار، يقطع السكون الطويل صوت المُنادي برقم كذا فتقفز الفرحة على وجه المُنادى عليه يسير بخطوات سريعة ثم يعود الصمت للجميع.

لفت نظري شاب في مقتبل العمر لا يعنيه أي شيء مما حوله بين يديه مصحف جيب صغير يقرأ فيه لايرفع طرفه نظرت إليه ولم أفكر في حاله كثيراً لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة، تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت.

ساعة كاملة من عمري ماذا عملت فيها وماذا عمل هو؟

مالذي استفدته من تلك الساعة وماذا استفاد هو؟

ساعة قضيتها وأنا فارغ بلا عمل ولا شغل  مجرد انتظار ممل! أذن المؤذن لصلاة المغرب فذهبنا للصلاة في مصلى المستشفى.

حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف وبعد أن أتممنا الصلاة سرت معه وأخبرته بإعجابي به من محافظته على وقته وكان حديثه يتركزعلى كثرة الأوقات التي لا نستفيد منها إطلاقاً وهي أيام وليالٍ تنقضي من أعمارنا دون أن نحس بها أونندم على فواتها سدىً بلا أي عائد عدا انتظار سلبي بلا فائدة!

أخبرني بأنه اقتنى مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط بعدما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت.

وأخبرني أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيراً كأوقات الانتظار هذه أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل بل إن قراءته في المصحف بجانب الأجر والمثوبة تقطع عليه الملل والتوتر.

ثم أضاف قائلاً: إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة والنصف، وسألني : متى ستجد ساعة ونصف لتقرأ فيها القرآن؟ تأملت.

كم من الأوقات تذهب عبثاً؟

وكم لحظة في حياتنا تمر ولا نحسب لها أي حساب؟

بل كم من شهر يمر علي وعليك لا نقرأ فيه القرآن؟

إني محاسب والزمن ليس بيدي فماذا أنتظر؟

قطع تفكيري صوت المنُادي أخذت دوري مع الطبيب وبعدما خرجت من المستشفى أسرعتُ إلى أقرب مكتبة اقتنيت مصحفاً صغيراً قررتُ أن أحافظ على وقتي وفكرت وأنا أضع المصحف في جيبي : كم من شخص سيفعل ذلك وكم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك؟

هذه ليست النهاية بالتأكيد لأنك ستكون بإذن الله الفلاح التالي الذي سيضع البذرة التالية لأشجار أخرى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ليست هناك تعليقات: